الأطفال الخدج.. الرعاية الصحية تزيد من فرص النجاة

ال الدكتور أحمد بن سليم المقرشي طبيب استشاري أطفال عناية مركزة حديثي الولادة: إن نسبة الأطفال الخدج في سلطنة عمان تصل إلى 6 مواليد من كل 1000 مولود، فتبعا لمنظمة الصحة العالمية الأطفال الخدج هم المواليد الجدد الذين يولدون مبكرا قبل استكمال فترة 37 أسبوعا في الرحم، وهو المفهوم الجديد المعتمد للأطفال الخدج، فسابقا كان الخبراء يطلقون تسمية الأطفال الخدج على المواليد الجدد الذين يولدون بوزن 2.5 كيلوجرام أو أقل.

التشخيص

وأضاف الدكتور المقرشي: يتم تشخيص الأطفال الخدج عن طريق الحساب الدقيق لأسابيع الحمل ويعتبر الطفل خديجا في حالة ولادته قبل الأسبوع السابع والثلاثين (37)، ويولد الطفل الخديج بأعراض مثل حجم الجسم صغير وغير متناسب مع الرأس، ورقة الجلد والقدرة على رؤية الأوردة، ووجود شعر ناعم يغطي مناطق كثيرة من الجسم، بالإضافة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم خاصة في فترة ما بعد الولادة مباشرة نتيجة نقص الدهون المخزنة بالجسم، وضيق أو صعوبة في التنفس.

مشيرا إلى أن ما زال هناك قدر كبير من التفاوت في فرص بقاء الخدج على قيد الحياة، ويتوقف ذلك على المكان الذي يولدون فيه، ففي حين أن معظم الأطفال الذين يولدون في الأسبوع الثامن والعشرين أو بعده في البلدان المرتفعة الدخل يبقون على قيد الحياة، فإن معدلات البقاء في البلدان الأشد فقرا قد لا تزيد على 10٪.

كما يمكن إنقاذ معظم الأطفال الخدج بتنفيذ التدابير المجدية والفعالة من حيث التكلفة، التي تشمل الرعاية الجيدة قبل الولادة وأثناءها وبعدها، والوقاية من حالات العدوى الشائعة وتوفير تدبيرها العلاجي، وتقديم الرعاية الصحية المناسبة.

وحول الأسباب المؤدية إلى ولادة الأطفال الخدج قال الدكتور المقرشي: غالبا يكون السبب غير واضح، ولكن هنالك عدة عوامل خطر معروفة قد تسبب الولادة المبكرة كالتعرض لولادة مبكرة من قبل، والحمل بتوأم أو ثلاثة أو أكثر، ووجود مشكلات في الرحم أو عنق الرحم أو المشيمة، وتدخين السجائر أو تعاطي العقاقير غير المشروعة، بالإضافة إلى الأحداث الحياتية المسببة للضغط مثل موت شخص عزيز أو العنف المنزلي، وبعض الحالات المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

وأوضح الدكتور أحمد أن الأطفال الخدج ينقسمون إلى فئات كالخداج المبكر جدا الذين يولدون قبل إتمام 28 أسبوعا في الرحم، والخداج المبكر ويولدون خلال أسابيع الحمل الواقعة بين 28-31 أسبوعا، الخداج المعتدل ويولدون خلال أسابيع الحمل الواقعة بين 32-33 أسبوعا، والخداج المتأخر ويولدون خلال أسابيع الحمل بين 34-36 أسبوعا.

المشاكل الصحية

وعن المشاكل الصحية التي قد يعاني منها الأطفال الخدج قال: لا يعاني كل الأطفال الخدج من مضاعفات، إلا إن الولادة في وقت مبكر جدا يمكن أن ينجم عنها مشاكل صحية طويلة أو قصيرة المدى، وبصفة عامة كلما تقدمت ولادة الطفل عن الموعد المفترض لها زاد خطر تعرضه للإصابة بمضاعفات، كما يلعب وزن الطفل عند الولادة دورا مهما أيضا.

مشيرا إلى أن بعض المشاكل واضحة في الولادة، بينما لا تظهر المشاكل الأخرى إلا لاحقا، في الأسابيع الأولى تشمل مضاعفات الولادة المبكرة ضيقا في التنفس، فقد يشعر الطفل الخديج بصعوبة في التنفس بسبب عدم اكتمال تطور الجهاز التنفسي، وإذا كانت رئتا الطفل تفتقران إلى العامل الفاعل في السطح، وهي مادة تسمح بتمدد الرئتين، فقد يصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية لأن الرئتين لا يمكنهما التمدد والتقلص بطريقة طبيعية، ومشاكل القلب، حيث تمثل القناة الشريانية السالكة وانخفاض ضغط الدم أكثر مشاكل القلب شيوعا لدى الأطفال الخدج، فالقناة الشريانية السالكة هي فتحة دائمة موجودة بين الشريان الأورطي والشريان الرئوي.

ويضيف: من المضاعفات الخطيرة الأخرى حدوث مشاكل للدماغ، فكلما وُلد الطفل مبكرا زاد خطر تعرضه لنزيف في المخ، وهو ما يُعرف بالنزف داخل البطيني، وتكون معظم حالات النزف بسيطة، ويمكن حلها مع بقاء تأثير ضئيل على المدى القصير، لكن قد يعاني بعض الأطفال من نزيف دماغي أكبر يسبب إصابات دائمة في الدماغ، بالإضافة إلى مشاكل الجهاز الهضمي، فغالبا ما تكون الأجهزة المعدية المعوية لدى الأطفال الخدج غير مكتملة النمو، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل الالتهاب المعوي القولوني الناخر، في هذه الحالة الخطيرة محتملة الحدوث، تتضرر الخلايا المبطنة لجدار الأمعاء، ويمكنها أن تصيب الأطفال الخدج بعد بدء الرضاعة.

أما المضاعفات على المدى الطويل فقد تتضمن الشلل الدماغي، وهو اضطراب في الحركة أو التوتر العضلي أو وضعية الجسم، وقد يحدث بسبب العدوى أو التدفق غير الكافي للدم أو إصابة دماغ الطفل حديث الولادة الذي ينمو أثناء الحمل أو عندما يكون الطفل لا يزال صغيرا وغير ناضج، بالإضافة إلى مشكلات صحية مزمنة، حيث يواجهون مشكلات يتطلب بعضهم رعاية في المستشفى.

استقرار الحالة الصحية

والمؤكد أن نسبة الخطورة تقل عن الطفل الخديج ببلوغه وزن 1.8 كيلوجرام على الأقل، وقدرته على التنفس بدون أكسجين والحفاظ على درجة حرارته دون الحاجة إلى حاضنة، وقدرته على أخذ الرضعات من والدته دون الحاجة لتغذية وريدية، بالإضافة إلى استقرار حالته الصحية دون وجود أي مشاكل صحية لـ 3-5 أيام على الأقل.

وحول كيفية الوقاية من التعرض لولادة أطفال خدج قال: على الرغم من أن منع الولادة المبكرة قد لا يكون ممكنا دائما، إلا أن حفاظ الحامل على صحتها خلال الحمل قد تكون وسيلة لتقليل احتمالية الولادة المبكرة وإدخال الطفل وحدة الخداج، مع الحرص على الالتزام بزيارة عيادة الطبيب وفقا للمواعيد المقررة خلال فترة الحمل، والإقلاع عن التدخين، وتجنب الكحول والمخدرات، وضرورة التوجه لأقرب مؤسسة صحية في حال ظهور أي علامات تُنذر بحدوث ولادة مبكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× راسلنا على الواتس