بالفن الأفريقي

تاريخ الفن الأفريقي بين الاستعمار والحداثة

تاريخ الفن الأفريقي بين الاستعمار والحداثة

الحضارة الأفريقية لها تاريخ طويل وممتد وتأثيره وصل للغرب بسبب تجارة الرقيق ونقل السكان الأصليين لقارة أفريقيا إلى أمريكا وأوروبا، ومثل باقي الحضارات عبر الأفارقة عن أنفسهم بالفنون المختلفة، وتفردوا ببعض العناصر الخاصة بالفن الأفريقي الذي لا مثيل له في فنون حضارات أخرى مثل الأقنعة الخشبية والألوان الزاهية وغيرها، وسنتناول في هذا المقال أبرز النقاط المتعلقة بهذا الفن المتميز.

النحت على خامات متنوعة

النحت من أبرز الفنون الأفريقية وقد برع فيه الفراعنة في شمال أفريقيا، وكان منتشرًا أيضًا في باقي القارة الأفريقية، وما كان يميز النحت الأفريقي أنهم نحتوا على مواد وخامات مختلفة ومتنوعة ومنها مواد صلبة يصعب التعامل معها، وقد نحتوا على الجدران والصخور، والعاج، والخشب، والنحاس، والبرونز.

فكانوا ينحتون على العملات المعدنية، وصنعوا أقنعة خشبية للوجه، وقد تحكمت معتقداتهم الدينية وإيمانهم بالسحر والطقوس المختلفة المتعلقة به بأسباب صنعهم للأقنعة والسلاسل والعقود وغيرها من أنواع الحلي، فأحيانًا يستخدم لطرد الأرواح الشريرة، وأخرى لدفع الأمراض، ومنها ما كان يستخدم في الاحتفالات والرقاصات الخاصة بكل قبيلة.

ألوان الفن الأفريقي

تتميز الفنون الأفريقية بالألوان الزاهية والصريحة مثل: الأحمر والبرتقالي والأخضر، فهم يستمدون الألوان من الطبيعة الخلابة حولهم، ويظهر تأثير الألوان في ملابسهم والحلي التي يتزينون بها، وأيضًا في لوحاتهم في الفن التشكيلي المعاصر، فهي عنصر أساسي في فنهم.

الرقص والغناء

الرقصات جزء أساسي من التراث الأفريقي، وتدخل في كثير من طقوس السحر والاحتفالات لديهم، وقد برز الغناء بشكل أكبر أثناء فترة الاستعباد وتجارة الرقيق، حيث أن الغناء كان الأداة الوحيدة التي يمكن استخدامها في السفن البحرية أثناء نقلهم إلى أمريكا وأوروبا، وانتشرت ألحانهم وطريقة غنائهم في أمريكا إلى وقتنا الحالي.

المشغولات اليدوية

أغلب القبائل الأفريقية كانت تعتمد على الترحال والتنقل تبعًا لمصادر الحياة المتوفرة في المناطق المحيطة، ويعتمدون في غذائهم على الصيد والزراعة، وكانوا يبنون البيوت من الطين وجذوع النباتات، والأواني من الفخار أو النحاس، وكانوا ينحتون أيضًا عليها، واندماجهم في الطبيعة أثر عليهم وظهر هذا التأثير في كل شيء يقومون بصناعته، ولكن مع عصر الصناعة تم استبدال الأواني المصنوعة يدويا بأخرى مصنوعة من البلاستيك، وتراجع هذا اللون من الفنون مع الزمن، وإن بقيت آثاره في بعض المناطق الأفريقية.

اللوحات المعاصرة

مع انفتاحهم على الشعوب والحضارات الأخرى بعد الاستقلال والتحرر من الاستعمار، تأثر الفنانون بالحضارات الأخرى، وظهرت لوحات الفن التشكيلي، ولكن مع بقائهم على الأصالة والروح الأفريقية المتجذرة فيهم.

بقي الفن الأفريقي واضح المعالم رغم التطورات التي طرأت عليه عبر الزمن والأحداث الكثيرة التي شهدتها القارة السمراء، فهي حضارة غنية بالفنون والتنوع والألوان الزاهية، ونشأة الفنون كانت ومازالت تعبر عن الشخصية الأفريقية وما تعيشه، فمعايشة الطبيعة وتأثره بها واضح للغاية في كافة الفنون، وكذلك وقت الاستعمار والعبودية كانت الأغاني والألحان توثق تلك الفترة الصعبة التي عاشوها، وأيضًا إيمانهم بالأساطير والسحر جعلهم تفننوا في تحنيط الموتى وحفظ جميع مقتنياته حتى يستخدمها في العالم الآخر، وهذا كان من العوامل التي حافظت على آثارهم.

من الممكن أن نعتبر كل شيء في أفريقيا قطعة فنية في حد ذاتها، اعتمادهم على المشغولات اليدوية وتأثرهم البيئي جعل صناعتهم فريدة من نوعها، ابتداءًا من الملابس ذات الألوان الزاهية، والحلي المصنوع من الأحجار والعاج والمعادن، وصولًا إلى الفنون المعاصرة، فهي معزوفة فنية غنية بكل المقاييس، وإن كان لا يجد شهرة واسعة مثل غيره من فنون الحضارات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× راسلنا على الواتس