كما تدين تدان قصة حياة هامة جدا تعلم منها

كما تدين تدان قصة حياة هامة جدا تعلم منها

لذلك كما تدين تدان بعد بلوغه السادسة عشر من عمرة،

كما تدين تدان ووصوله للمرحلة الأساسية من الدراسة تعرف سليم على جماعة

من الأصدقاء الجدد في الصف،

ولكنهم كانوا جماعة من الشباب الطائشين

أي انهم لم يكونوا على قدر من الخلق والادب واحترام الكبار والعطف

على الصغار كانوا يتجولون معا ذهاب وإيابا هنا وهناك طوال النهار

وفي بعض الأحيان كانوا يتهربوا من المدرسة ويتغيبوا عنها،

ولما زاد اهمال سليم بطبيعة الحال تم توجيه إنذارات له ولأصدقائه ،

وعندما لم يعيروا الأمر أي اهتمام تم توجيهها لأسرهم،

وصلا الإنذار مرفقا معه طلب الاستدعاء ليد والد سليم ،

وعندما عاد سليم للمنزل كعادته في آخر النهار وجد أبواه في انتظاره ،

وفي يدِ أبيه طلب الاستدعاء ، سأل الأب سليم عن الأمر

، ودار بينهم حوار عرف الأب والأم من خلالهِ بأن سليم فتىً مهمل ،

وفي آخر نقاشهم معه رد الفتى الطائش على أبويه بسخريةٍ وتهكم

، فغضب الأب من عدمِ احترام ابنة لهم ، فقامَ بصفعهِ على وجههِ

، فأمسك سليم بيدِ أبيهِ ،  و دفعه بقوةٍ حتى أسقطه أرضاً

، فصرخت أمه من خوفهاِ على الأب الذي تأذي ،

ومن ردةِ فعل سليم الغير مؤدبه وعدم احترامه لأبيه ، وخرج من المنزلٍ مسرعاً .

كما تدين تدان قصة حياة هامة جدا

أسرعت الأم لتساعد زوجها على النهوض فرأت في عينه دمعة، فمسحتها ولم تعد تعرف ما تقوله اعتذارا له، فقاطعها قائلاً: لا تعتذري يا عزيزتي فهذا حصاد ما زرعت، وجزاء ما فعلته في أيام شبابي وطيشي، فكما تدين تدان، وما كنت افعله في والدي ها هو يعود إلى الآن.لقد فعلت الكثير من الاشياء التي تسببت في بكاء امي وقهر ابي ولم اكن اكترث لنصحهما او غضبهما حتى توسلاتهما كلما كبرت في العمر كنت ازداد طيشا وتهورا، ولم استمع نصح احدا من اصدقاء ابي او عائلتنا او

الجيران فقد كنت اغضب في كل مرة واصب غضبي على والدي كنت اوجه لهما كلام جارحا، وكنت احطم أشياء المنزل وارفع صوتي بلا اكتراث او احترام وذات يوم كنت نائما حتى الظهيرة عاد والدي من الحقل متعبا فقد كان كبيرا في السن وكان العمل مجهدا، ولما عاد ورآني نائما جاء ليوقظني من نومي. أتذكر ذلك اليوم جيدا بل تلك اللحظة التي قفزت فيها من سريري ولم اتركه يكمل كلامه ودفعته خارج غرفتي ولم اكترث بما سيحدث له واغلقت الباب وعدت لنومي سمعت صياح امي

ولم أستطع أن أعودَ للنومِ، فلبست ملابسي؛ وخرجت تاركاً إياهمَا في المنزلِ، وعندما عدت كعادتي آخر النهار للمنزل؛ لاحظت حركةً عند منزلنَا، ورأيت الكثيَر من الناسِ، وعندما اقتربت سمعت بكاءً، فدخلت للمنزلِ مسرعاً، وفوجئت بجسد ممداً على الأرضِ، ومغطىً بلا حَراك، وأمي تجلس بجانبهِ تبكي، وعندما رأتني قالت لي: مات أبوك يا بني.

كما تدين تدان قصة حياة هامة جدا تعلم

أجزم بأنه لا توجد كلماتٍ يمكنها أن تصفَ تِلك اللحظة، أو أن تعبر عنها.

كانت لحظةً بمثابةِ الصاعقةٍ بالنسبةِ لي؛ مرت فيها من أمامي كل لحظةً أخطأت فيها بحقهِ؛ كل مواقفِ الطيش والعقوقِ والعصيان؛ كل لحظةٍ لم أعير فيها كلامه أي اهتمامً أو احترام.

لكن ما نفع كل هذا الأن، فقد انتهى كل شيء، ومات والدي؛ وهو علي غضبان، والموجع في الأمر بأني سمعت صوت أمي الذي انتزعني من دوامة ذكرياتي المشينة ِمعَهما، وهي تقول لي: كانت آخر كلمات أبوك التي قالها قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: أخبري ولدي بأنني أحببته دائماً، وقولي له بأنني قد سامحته.

عقوق الوالدينِ سلوكً مشين يغضب الله تعالى، ويبغضه الدين،

وخلق الإِنسان المسلم يمنعه من القيامِ بمثلِ هذه الأفعالِ السيئة

، بل أنَّ الله تعالى قد ذكره في القرآن أيضا في مواضع عدة

وفرض علينا طاعة الوالدين، وإكرامهما؛ لِمكاَنتِهمَا ودورِهمَا العظيم في هذهِ الحياة َ.

قال تعالى: (وقل ربي اِرحَمهمَا كما ربياَني صغيراً.)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× راسلنا على الواتس