قصة سيدنا يونس عليه السلام كاملة هنا معنا

قصة سيدنا يونس عليه السلام كاملة هنا

 

لذلك قصة سيدنا يونس عليه السلام مع قطيع أغنامه عاد عمار قبل غروب الشمس للمنزل،

قصة سيدنا يونس عليه السلام كان يسير متثاقلاً ويبدو عليه أثر التعب والإجهاد،

وكان وجهه وثيابه مغطاةً بالوحل

، ولما أقترب من حظيرةِ الأغنام لم يلاحظ بأن جده جالساً بجانب حائطِ الحظيرةِ ينتظره.

أغلق عمار باب الحضيرةِ بعد أن أدخل الأغنام،

ولم ينتبه لوجود جده؛ استغرب الجد حال عمار فناداه،

ولكن عمار لم يسمع وكانً بادٍ عليه أنَّه شارد الذهن فناداه للمرةِ الثانية

؛ بصوتٍ أعلى، فانتبه عمار لصوت جده وألتفت إليه فرآه

جالساً بجانب جدار الحظيرةِ يرقب عودته.

اقترب عمار من جده، فسأله لماذا يبدو هكذا!

وما الذي حدث له؟ ولما هو مغطىً بالوحل هكذا

! جثا عمار على ركبتيهِ وتنهد بعمق

ثم بداء يقص على جدهِ ما الذي حدث.

قصة سيدنا يونس عليه السلام كاملة

بدأ الأمر منذ أن خرج لصلاة الفجر عندما خرج متجها نحو منازل

أصدقائه ليدعوهم للذهاب لصلاة الفجر سوية

ً، ولكنهم لم يخرجوا للصلاة معه فتركهم وذهب للصلاة بمفردة وهو غاضب،

وعندما التقى بهم فيما بعد تجادل معهم فأغضبوه فتركهم وذهب عنهم لشأنه.

ستطرد عمار قائلاً: كان عندي كل الحق أن اغضب

وأتركهم يا جدي فلن أصبر على معصية كهذه، فسوف يسألني الل

ه عما فعلت تجاه مثل هذه الأمور الدينية، فترك الصلاة، والغش في الكيل والميزان

، وفي البضائع التي تباع في الأسواق

جميعها أموراً تفقدني عقلي وتستنفد صبري، إن أمثال هؤلاء

يستحقون عقاباً شديداً من الله اليس كذلك يا جدي

؛ خيراً لي أن اقاطع أمثالهم تماما، فلم يعقب الجد على كلامه

بل سأله أن يفسر له سبب وجود كل هذا الوحل الذي يغطي وجهه وثيابه!

قصة سيدنا يونس عليه السلام هنا

أجاب عمار وقال: بأنه عندما وصل بأغنامه إِلى المرعى التقى بأصدقائه هناك ولكنه لم يشاء أن يختلط بهم فتوجه بالأغنام نحو سفح الجبل وبينما هو جالس يرعى أغنامه حتى هبت الريح بقوة و بدأت الأمطار بالهطول واشتدت غزارة ً،وبدأت السيول بجرف ما في طريقها ، فخشيت على الأغنام فتوجهت بها نحو جرف تحت سفح الجبل ، ولكني كنت مخطئاً فيما فعلت فقد جرفت السيول الوحل نحو الجرف وتكتلت هناك وتجمعت عندها مياه السيل وكدت أغرق بسبب ازدياد منسوب المياه التي بدأت بغمر الجرف ، صرخت مستغيثاً طالباً النجدة ، فجاء الرعاة إلي لمساعدتي ولكن الجرف كان بقعةٍ ضيقةً تحت سفح

الجبل ، ولابد من وسيلةً للوصول إلي ؛ لم يكن أمامهم سوى استخدام حبال شديدة لربطي وجري للأعلى ، ولكني خفت على أغنامي من الغرق فقررت أن ارسلها للأعلى أولا، وهكذا كنت اربطها وارفعه ليتمكنوا من سحبها نحو الأعلى حتى انتهيت منها ولما حان دوري إنهار جدار الوحل الذي كان ينجرف مع السيل وترسب على باب الجرف ، وكانت مياه السيل تتسرب من خلفه حتى ارتفع منسوبها وكادت أن تبتلعني مع أغنامي ، وعندما انهار جدار الوحل انجرفت المياه المتجمعة خلفه بشدة وانجرفت معها نحو الأسفل ، ولكن من حسن حظي بأنني كنت قد أوثقت الحبل بشدة حول نفسي ، فلم أسقط مع انجراف المياه نحو الهاوية ، وهكذا تمكنوا من سحبي نحو الأعلى ونجوت بأعجوبة من الموت المحقق.

تبسم الجد وقال: ألم أقص عليك يا ولدي قصة ذا النون عليه السلام؟

رد عمار لا يا جدي، ولكن ما الذي جعلك تسألني هذا السؤال !! رد الجد عليه قائلاً: سأخبرك لما؛ ذا النون هو سيدنا يونس عليه السلام لمى أمره الله بدعوة قومة لم يستجيبوا له فغضب منهم ولم يصبر عليهم كما أمره الله،

قصة سيدنا يونس

فأنذرهم بالعذاب وبعد ثلاثة أيام، ثم خرج من بينهم غاضباً ضائق الصدر، وظنً بأن الله تعالى لن يحاسبه أو يلومه على فعله، ولما تحقق قومه من قوله وعلموا بأن النبي لا يكذب تداركوا أنفسهم وخرجوا للصحراء بذراريهم ومواشيهم ثم تضرعوا الى الله وأنابوا فرفع الله تعالى عنهم العذاب.

أما سيدنا يونس فقد اتجه نحو الساحل وركب سفينةً مغادراً أرضهم تاركا ًقومه خلفه، ولما كانت السفينة في وسط البحر جاءتهم ريح شديدة وتقاذفت الأمواج العاتية السفينة، فخافوا من الغرق، وكان التخفيف من حمل السفينة هو الحل الأنسب، لينجوا بأنفسهم فرأوا أن يقذفوا أحدهم للبحر فاقترعوا فكانت القرعة باسم سيدنا يونس فأبوا أن يقذفوه لما يعرفونه من صلاحه، ثم اعادوا القرعة للمرة الثانية وكانت ايضا باسمه ،فأعادوه للمرة الثالثة فوقعت عليه ايضا فقام بنزع ثيابه وألقى بنفسه إلى البحر؛ فلتقمه حوتً مأموراً بأمر الله فبقي سيدنا يونس في جوف الحوت ، وعندما تأكد سيدنا يونس بأنه لم يمت ظل في بطن الحوت امداً لا يعلمه إلا الله وكان دائم التسبيح والاستغفار.

قصة سيدنا يونس

حتى أمر الله تعالى الحوت فألقاه في الساحل، وعندما قذف الحوت سيدنا يونس للساحل كان جلدة متقرحاً، فأنبت الله له شجرة اليقطين ليستظل بها وتنفعه، ثم بعثه الله لقومة فصدقوا بما جاء به، ومتعهم الله في الدنيا حتى جاء الأجل.

يا بني هذه القصة إنما قصصتها عليك لتأخذ منها العضة والعبرة، وأعلم أن الإنسان المسلم لم يخلق عبثاً وإنما هو بالدين الإسلامي داعية بما يقوله ويفعله، ولابد له أولاً أن يبدأ بنفسه ليكون قدوة فيستجاب ويطاع إن قال أو أرشد في أمور الدنيا والدين، ولابد من أن نتواصى فيما بيننا بالتزام آداب الصبر، وخفض الجناح، ولين الطبع، ورحابة الصدر حتى نرضي الله فيرضينا.

تبسم عمار لما سمعه من جده، وقال: فهمت يا جدي مغزى هذه القصة ووعيت ما يجب على فعله وإن شاء الله سأكون دائماً عند حسن الظن بي.

هذه هي الحكاية وهذا هو مغزاها ومن سمع الخبر وأمعن النظر فقد أدرك ما عليه قد تقرر.

تم بحمد الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× راسلنا على الواتس