صنائع المعروف تقي مصارع السوء قصة مفيدة

صنائع المعروف تقي مصارع السوء قصة مفيدة

 

لذلك صنائع المعروف جلست الجدة وداد ذات ليلة مع أحفادها

صنائع المعروف تتجاذب معهم أطراف الحديث ، وفجأة تبسمت

؛ فسألها أحد أحفادها عن سر هذهِ الإبتسامة المفاجئة

، فنظرت إليه وقالت : صنائع المعروف تقي مصارع السوء ؛

تعجب الأحفاد من هذه العبارة ،

فاستطردت قائلة: إنها قصة حدثت منذ سنوات عدة

؛كنت لا ازال في السابعة من عمري عندما توفي أبي ؛

عشنا مع أمي أنا وأخوتي أياماً عصيبةً جدا

، فلم نعد نملك من يعيلنا بعد وفاة أبي ولم تكن أمي تملك

ما يمكنها أن توفر به حاجياتنا اليومية ،

في بداية الأمر كنا نتلقى مساعدات من جيراننا المقربين

، ولكن أمي لم تكن تحبذ ذلك كانت عزيزة النفس ،

لدرجة أنها كانت ترفض أي معونةٍ بحجةٍ أنها تمكنت

من إيجاد عملاً يمكنها من توفير حاجتنا كاملةً

، حتى أنها كانت تأمرنا بإغلاق باب منزلنا عندما كانت تخرج

للبحث عن عمل، و ألا نخرج حتى لا يعلم احداً

من جيراننا بأننا لا نملك في منزلنا ما نقتات به.

لم تتمكن أمي من إيجاد عملاً تعيلنا به

، ووصل بنا الحال يوماً بأننا لم نعد نملك ما نأكله

، كنت أعاني في تلك الليلةِ من حمى شديدة

، كانت ليلةً ممطرةً، وكان المطر شديداً؛

صنائع المعروف تقي مصارع السوء

أخذتني أمي إلى المستشفى، واضطرت حينها لطلب العون

من جارتِها كي تعتني بأخوتي ريثما نعود من المستشفى؛

بقيت في المستشفى ليلةً كاملةً

، وكانت الطبيبة التي استقبلتنا ،

وأشرفت على حالتي طيبةً جدا ً؛ لازلت أتذكر

وجهها جيداً كانت كالملاك ؛ اعتنت بي طوال تلك الليلة

، و أذكر ايضاً بأنها تحدثت مع أمي مطولاً،

حتى أنها أحضرت لأمي القهوة لتساعدها

على الشعور بالدفيء في تلك الليلة الباردة .

في صباح اليوم التالي كنت قد تحسنت وزالت عني الحمى، وعندما عادت الطبيبة لتتفقدني ابتسمت لي قائلةً: أنت الأن أفضل أيتها الصغيرة ويمكنك العودة للمنزل، والتفتت نحو أمي واعطتها ورقة صغيرة وقالت لها: في هذه الورقة عنوان ستذهبين إليه وستجدين هناك من يستقبلك وسيشرح لكي كل شي، وإن احتجت إلي فاتصلي بي، فقد كتبت لك رقمي هنا اتصلى بي في أي وقت وسأكون موجودة.

عدنا الى المنزل وأنا أرى على وجهِ أمي إشراقة أمل تبدد كل الهموم والأحزان التي كانت تخيم عليها، وعندما وصلنا إلى المنزل؛ اطمأنت أمي على إخوتي؛ واستعدت للخروج على الفور، وطلبت منا بأن نبقى في المنزل ريثما تعود.

عادت أمي للمنزل بعد الظهر، وهي تحمل أكياسا ً بها خضار؛ وفاكهة؛ وخبزاً ساخناً، وعلى الفور بدأت بإعداد الطعام؛ تناولنا سوية طعام الغداء، وقد كان أشهى؛ وأطيب؛ وألذ طعاماً تناولناه منذ وفاة والدي.

وبعد الغداء أخبرتنا أمي بأنها حصلت على وظيفة في مصنعً للأحذيةِ، وبأننا لم نعد نحتاج لمساعدةٍ من أحد، ويمكننا الحصول على كفايتنا من الطعام والشراب والملابس، وبأننا سنتمكن من العودة للمدرسة وسنستكمل دراستنا.

مرت بنا الأيام ودارت بنا السنين، كنت قد أكملت دراستي الجامعية في مجال الطب البشري، وحصلت على أعلى الشهادات، و

 

 أصبحت طبيبةً، وبدأت بِمزاولة مهنتي في أكبر مستشفيات مدينتنا، وفي يوم من الأيام تم استدعائي بشكل مستعجل للمستشفى لإجراء عمليةٍ جراحية مستعجلة لشاب في مقتبل عمرة تعرض لحادث مروري وحالته خطيرة جداً، وبالفعل وصلت مسرعةً للمشفى، وعلى الفور أخذت تقريراً سريعاً عن الحالة، وأسرعت بالاستعداد لدخول غرفة العمليات، وبدأنا بإجراء الجراحة التي استمرت لعدة ساعات لذلك الشاب، وتمكنا اخيراً من إيقاف نزيفه الدماغي وإنقاذه من الموت.

 

وبعد إنهاء العملية بنجاح وتحويل المريض لغرفة العناية ال

صنائع المعروف تقي مصارع السوء قصة

مشددة لمراقبة حالته لمدة أربعةٍ وعشرين ساعة ، خرجت وتوجهت من فوري لغرفةِ الأطباء لكتابةِ تقريراً مفصلاً عن العملية ، وبعد أن أنهيت كتابته سمحت لنفسي بأخذ قسطاً من الراحة، ويبدو أني قد غفوة فجأةً ، و إذا بطرقاتٍ خفيفة على الباب فصحوت من غفوتي ، فإذا بالطارق سيدة أنيقة وقورة تدخل للغرفة ، وتطلب الإذن بأن تأخذ من وقتي دقيقة لا أكثر؛ كانت

تود أن تشكرني على المجهود الذي بذلناه في إنقاذِ حفيدها الشاب الذي خرج من العمليات قبل قليل ، وبعد أن مضت ثواني ؛ تمكنت من تجميع أفكاري وتركيزي باعتبار أني كنت في غفوة لم اتمكن من التركيز على الفور، وفجأة قلت في دهشةٍ : إني أعرفكِ نعم أنا اتذكر وجهك جيداً أنت هي الطبيبة الملاك، وقفت مذهولةً أمامها لبرهه؛ قلت لها: ألا تتذكرينني تلك الليلة الممطرة الباردة في المشفى فتاةٌ صغيرة مع أمها أعطيتي امي ورقةً صغيرةً مكتوب عليها رقم هاتفك وعنوان، رفعت يدها لتثبت نظارتها الطبية لتتمكن من رؤيتي بوضوح؛ تأملتني قليلاً، ثم

ارتسمت على وجهها نفس تلك الإبتسامة الجميلة ألتي لاتزال محفورة في ذاكرتي إلى هذه اللحظة ، وقالت : لقد كبرتي أيتها الصغيرة ، وأصبحت طبيبةً ماهرةً كم أنا سعيدة بذلك وفخورةً بما وصلتي إليه ،  وأشكر والدتك ألتي جعلت منكِ فتاةً يفتخر بها ؛ نظرت إليها وقلت: فعلاً يا سيدتي صنائع المعروف تقي مصارع السوء ما قدمته لأمي ولنا أبقاه الله في ميزانِ حساناتك ،وها قد أعاده إليكِ بعد حين ؛ فعلاً من يصنع المعروف للناس ، ويسعى في قضاءِ حوائجهم ،ويصنع الخير لن يضيعَ عمله وأجره مطلقاً ، وهو عند الله باقٍ، فالخير بالخير يرد .

تم بحمد الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× راسلنا على الواتس